الأربعاء، 17 يناير 2018

الرقة بعد ثلاثة أشهر على هزيمة تنظيم داعش

ثلاثة أشهر مرت على تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش، ورغم هذه المدة الطويلة نسبياً إلا أن العائدين إلى أحيائهم لا زالوا يجدون جثث متعفنة تحت الأنقاض وفي الشوارع النائية بين الركام، لتزداد شكاويهم من روائح الجثث المتعفنة والمنبعثة في حاراتهم، وأمام جهلهم بالجهة المسؤولة عن إجلاء الجثث وإعادة الحياة الطبيعية للمدنية، توجه بعضهم إلى الحواجز العسكرية القريبة منهم ليشكوا لعناصرها الوضع! ليردوا عليهم بأنها جثث دواعش لا تستحق الدفن ويجب تركها للكلاب الشاردة.

من جهة أخرى لا زالت الألغام تنفجر بالمدنيين العائدين إلى بيوتهم، فلم يمر يوم واحد منذ تحرير المدينة دون إنفجار لغم يتسبب بحالة وفاة أو أكثر، وأمام العجز أطلق ناشطون حملة شملت على الفيس بوك تحت عنوان" إرث داعش" للدلالة على ما خلفه التنظيم المتطرف، كما وجهت إرشادات للمدنيين لتجنب الألغام والتوعية بمخاطرها.

الموت وحده رغم قسوته لم ينفرد في إتعاس الرقاويين، ولا بيوتهم المدمرة وغياب أساسيات الحياة من مياه وكهرباء وتدمير لكافة الجسور التي تربط المدينة وريفها ببعضه البعض، حيث تمنع قوات سوريا الديمقراطية الرقاويين من حرية الحركة على ما تبقى من الطرق السليمة، والمدنيون اليوم بحاجة لكفيل إذا ما أرادوا التوجه لمناطق أخرى مثل تل أبيض أو رأس العين على سبيل المثال، يضاف لذلك كثافة الحواجز المنتشرة والتي تحاول فرض وتأسيس شبكة أمنية على غرار السلطات السابقة التي مرت بالمدينة، بما لا يبشر حتى الآن بمستقبل أفضل من ماضي المدينة المأساوي.

هذا التشديد الأمني يجده البعض غير مبرر، ويشكك بنواياه بعد أن قام المجلس المدني في مدينة تل أبيض بإطلاق سراح أكثر من مائتي عضو سابق في تنظيم داعش، في اليوم الأول من كانون الثاني من العام الجاري، وفقاً لتحقيقات أولية قامت قوات سوريا الديمقراطية بإجرائها، ويرى بعض أبناء المدينة أن التحقيقات التي أفادت بأن المتهمين لم تتطلخ أيديهم بالدماء لم تكن دقيقة، حتى وإن اقتصر دورهم السابق مع التنظيم على التعاون في المجال المدني، ما يعكس تناقض صريح بين إطلاقات سراح غير مبررة، في ظل غياب جهة قضائية تمارس أعمالها بنزاهة وشفافية، وتضيق خناق حرية الحركة على المدنيين من جهة أخرى.

أمنياً شكلت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من جهاز أمني كـ" الأمن الداخلي" الذي أشرف الأميركيون على تدريبه، و"الإستخبارات" و" الجريمة المنظمة" وغيرها، هذا وقد تم اختراق الشبكة الأمنية لأكثر من مرة، ففي مدينة الطبقة سمع تبادل لإطلاق النار مرتين خلال الشهر المنصرم دون معرفة الجهة المسؤولة، كذلك في مدينة الرقة عند الحواجز العسكرية المتمركزة شرق المدينة، حيث تم سماع تبادل لاطلاق النار أعقبه استنفار أمني شديد في المدينة وعلى حواجزها، أعلن عقبه مجلس الرقة المدني أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على رجل شن هجوماً بشكل منفرد.

تربوياً باشرت أكثر من مدرسة عملها وفتحت أبوابها للتلاميذ، عبر مدرستان في الرقة وواحدة في كل من السباهية والمشلب والحمرات والقالطة والسلحبية، وفي الطبقة أيضاً، ويتلقى الطلبة مناهج الإدارة الذاتية، وهي كالمنهاج السوري مع إدخال بعض التعديلات عليه.

ويقدر ناشطون تم التواصل معهم تعداد المدنيين العائدين من سبعين إلى تسعين ألف مدني، توزعوا على سبعة أحياء في أطراف المدينة، وحيين في داخلها، كما توقعوا تضاعف هذا الرقم مع انجلاء فصل الشتاء، حيث ينوي العديد من الراقويون العودة من مخيمات النزوح إلى المدينة مع بداية فصل الربيع، كما بدأ آخرون بمدن في جنوب تركيا ومنها مدينة أورفا التي يكثر بها التواجد الرقي، بالتهيؤ للعودة.

وعن تطلعات الرقاويين المستقبلية، وبحسب الأحاديث المتداولة نظراً لصعوبة إجراء استطلاعات رأي دقيقة في ظل التغريبية الرقاوية، يمكن تقسيمها لثلاثة تطلعات رئيسية، أحدها ومركزه مدينة أورفا جنوب تركيا والذي لا زال داعماً للثورة وآمالها، داعياً لإسقاط النظام، معولاً على تفعيل الدور التركي الذي يقف ضد النظام السوري حسب رأيهم، وآخرين في منافي الغربة بين أوروبا ودول الخليج، لا يشكلون ثقلاً على أرض الواقع.

أما القسم الثاني وهو المؤيد للنظام السوري والراغب بعودته، يتواجدون في دمشق والمدن السورية الأخرى، ويلخص هؤلاء رأيهم بأن زمن النظام هو الأفضل، وأن كل ما حدث لمدينتهم وأبنائها كان نتيجة غياب سلطة النظام عنها، وبأن الأطراف الأخرى لا تملك سوى الفوضى. القسم الثالث والأخير هم دعاة التحالف مع القوى الجديدة، وبأنها تشكل أفضل الخيارات لأنها تمثل سلطة الأمر الواقع والتي تدعمها القوى العظمى، ويؤيده في الرقة المتعاونون بشكل مباشر مع قوات سوريا الديمقراطية، وتبقى الغالبية العظمى من الرقاويين مطالبة بدعم الاستقرار وإعادة إعمار المدينة وعودة النازحين والمشردين.

أما تنظيم داعش، فيشير من تواصلنا معهم أنه لم يعد موجوداً، وبأنه أصبح جزءاً من الماضي، ربما لا زال بعض الأفراد يعتنقون توجهات التنظيم ويخفونها، لكنها لن تستطيع التأثير على مستقبل المدينة ومجتمعها، ما يعيد مقولة الصحفي الفرنسي نيكولا هينان والذي أختطف من قبل التنظيم" داعش اختار الرقة، أما الرقة فلم تختار داعش".

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...