الثلاثاء، 17 يونيو 2014

رسالة إلى سوريا: تضامن الإنسان مع الثورة السورية




يقوم مشروع "رسالة إلى سوريا" على أيدي مجموعة من المتطوعين في فرنسا، يحاولون من خلاله إلقاء الضوء على المعاناة السورية، وأن يكونوا أوفياء للبلد الذي عاشوا فيه واحتضنهم بدفء ذات يوم، أو القضية التي سمعوا بها عبر وسائل الإعلام وتعاطفوا معها، فالمشروع يقدم الدعم المعنوي لعوائل الشهداء والثورة السورية، ويشير للمنسي بصورة إنسانية بعيدة عن الآيدلوجيا.
تكلل المشروع بداية بموقع على شبكة الانترنت باللغة الفرنسية، قبل أن تضاف له خدمة اللغة العربية، كما يتطلع فريق العمل إضافة لغات أخرى كالإنجليزية.

يحتوي الموقع على عدة أقسام، أبرزها" وجوه" الذي يضم صوراً لشهداء الثورة السورية، مرفقة بسطور تتحدث عنهم وعن ظروف مقتلهم. ويتيح القسم للمتصفح كتابة رسالة إلى عائلة الشهيد، رسالة تخاطبهم وتتعاطف معهم بأي لغة كانت، لخلق مساحة إنسانية تجتاز الحواجز والحدود، وأن لا يعود الشهيد مجرد رقم في صفحات توثيق أعداد القتلى، كما اعتادت المنظمات المعنية بتوثيق ضحايا الصراع عبر جمع الأرقام، واختصار قصة إنسان برقم.

القائمون على المشروع ثمان سيدات وثلاثة رجال، سورية من أصل فلسطيني وفرنسيون، حرصوا أن تحظى تجربتهم بالنجاح، وأن تصل رسائل المتضامنين لعوائل الشهداء. السينوغرافية بيسان الشريف تقول حول ذلك" حاولنا التواصل مع بعض الأشخاص من عائلات الشهداء وبالتأكيد نحن نهدف لإيصال الموقع إليهم وإلى سوريا إجمالا"
وعن محاولة نقل الرسائل بطريقة مباشرة تضيف الشريف" سيتم العمل على ذلك في الفترة القادمة".

ولا يغفل المشروع حق السوريين بالحياة الحرة والكريمة وحاجة ثورتهم للإنصاف، فالشهداء هم شهدائها الذين حلموا بوطن حر وكريم، ولذلك أتاح الموقع للزائرين أن يعبروا عن مشاعرهم تجاه الثورة السورية، من خلال رسالة تكتب أو لوحة ترسم أو مقطع فيديو يتم تصويره، وأن تنشر في قسم" رسائل" الذي يتيح للمتصفح التعاطف مع سوريا وثورتها ضد الطغيان، في القسم كتبت العديد من الرسائل باللغتين الفرنسية والعربية ووضعت لوحات وصور ومقاطع فيديو تدعم وتؤيد قضية الشعب السوري وحقه بحياة حرة وكريمة.

وبالإضافة لوجوه الذي يتضامن مع عائلات الشهداء، ورسائل الذي يخاطب ضمير العالم، يزخر قسم الخواطر باللمحات التي تغوص في الزمن السوري المفعم بالتنوع والعراقة" خواطر" مساحة حرة تصطاد الروح السورية، يكتبها أبناء البلد عن المكان الذي يعيش بداخلهم، أو لحظات سعيدة عاشوها أو عاشها غيرهم في سوريا، أو لحظات يتطلعون لعودتها في المسقبل القريب.

هناك في خواطر، كتب خليل يونس عن الجبال المحيطة بجبلة، وكيف تشرب الفتاة الصغيرة الماء المنساب على الصخرة، من خلال ورقة شجرة تثبتها على حافتها بحجر صغير. وعن مخيم اليرموك كتب حسام بكر نبهاني" كنا نمشي خفاف في وسط زحامه وعندما خلا من ناسه لم تعد تسعنا كل الدروب الخاوية". بالإضافة لعشرات الخواطر الأخرى، التي تحمل لمحات عن أسواق دمشق وضفاف بردى والفرات، وعن المآذن وأجراس الكنائس، واللحظات المؤلمة التي عاشها أو يعيشها السوريون، والتفاصيل التي يشاهدونها، مروية بمشاعر إنسانية ولغة أدبية.

فريق العمل بدوره حريص على ترجمة الخواطر التي كتبت بالعربية للفرنسية والعكس، ما يشكل فرصة للتعرف على سوريا بشكل آخر يغاير الصورة الإعلامية السائدة، والمعنية بملاحقة فوهات البنادق والمدافع والدمار الذي تخلفه وكذلك أشدها قسوة، صور القتلى.

ولا يتوقف المشروع على الحياة الفرضية للتعبير عن تضامنه مع الشعب السوري، حيث انتقل لأرض الواقع من خلال المشاركة في المعارض الفنية بمدن فرنسية. فأنهى فريق العمل تصميماً لشجرة تحمل أسماء شهداء، بغية إدخالها لمعارض فنية فرنسية أولاً ولاحقاً معارض أوروبية، وعن التصميم تقول الشريف" هي منحوتة حديدية لشجرة منزوعة الجذور بمقياس الشجرة الحقيقية. تحمل هذه الشجرة بدل الأوراق أسماء شهداء من سوريا".

إذن، الشجرة رمز الحياة، جاء التصميم على شكلها ليحمل رمزها ويعبر عنه، المنحوتة التي تورق أسماء أحيت الثورة السورية بأغلى ما يملكه الإنسان، من أجل حرية وطنهم الذي يشعر بالموت بعيداً عنها، تجسيداً لحياة أخرى تنبع من الموت. وبالإضافة لذلك ينوي القائمون على المشروع طرح أفكار أخرى تتضامن مع معاناة الشعب السوري في وقت لاحق.

أخيراً، لم يبقى سوى القول أن رسالة إلى سوريا، هو المشروع الذي وصلت إليه، من خلال منشور ناولني إياه رجل فرنسي بإحدى المناسبات المتضامنة مع الثورة السورية في العاصمة باريس، بداية اعتذرت عن أخذ الورقة لعدم إلمامي باللغة الفرنسية، قبل أن يجيبني باللهجة السورية بإمكانية الاطلاع على المشروع بالعربية.


اورينت 

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...