الخميس، 17 أبريل 2014

عبد الهادي عوض شهيد تحت التعذيب

قبل أيام، علمت باستشهاد الناشط السوري عبدالهادي عوض، استشهد تحت التعذيب في سجون الإجرام الأسدي، مر الاسم دون أن أتذكره، ربما لزحمة الأحداث والأسماء التي مرت، أو لأني ألتقيته مرات قليلة، إلا أن صورته التي شاهدتها على الفيس وقد كتب بجانبها شهيد تحت التعذيب، ذكرتني على الفور بذلك الوجه المبتسم الذي رأيته في عام 2012 باحدى الدورات التدريبية التي أقامها معهد NDI في العاصمة الأردنية عمان، ابتسامة لا يخطأها قلب سوري، ابتسامة توحي بالتفاؤل والثقة بالنفس، دائمة كأنها سر، حاضرة لا تنسى..

مؤلم أن يغيب أحد معارفك وأنت لا تدري، والأكثر إيلاماً أن تجد صورته على الفيس بوك صدفة، وأنت تشرب الشاي ربما أو تهم للذهاب للعمل، أو وأنت تقرأ آخر ما كتبه الأصدقاء قبل أن تستسلم للنوم، فتتفاجأ بخبر مقتله، والأكثر فاجعةً أن يكون تحت التعذيب.
هكذا دون مقدمات الأقارب والأصدقاء الكلاسيكية أو حتى الأطباء في المشافي إذا ما أرادوا أن ينقلوا لك خبراً عن موت جديد في حياتك، هذا ما حدث معي على الفيس بوك لأكثر من مرة، وهو ما بات يحدث مع كل سوري يبحث عن آخر ما كتبه أصدقائه على صفحات التواصل الإجتماعي، فيتفاجأ باستشهاد أحد أبناء بلده من معارفه أو أقربائه، مأساة السوريين الإلكترونية مضافة لمأساة واقعهم، وأن يتبادلوا التعازي على ذات الشبكة أيضاً، في زمن التغريبة السورية.

عبدالهادي عوض استشهد بعد أربعة أشهر من الاعتقال، وهو الشاب الدمشقي الذي عمل على توثيق الانتهاكات بحق المعتقلين، أذاقه السجان أصناف التعذيب التي ناضل ضدها بقلمه وصوته، وبقي صوته حراً حتى في سجونهم وهو يصرخ من مرارة التعذيب، ليكون صوت آخر يضاف لقائمة الإجرام الأسدي، صوت لا يمكن لمن يقرأ عنه أن يقف مع القتلة المجرمين، وجه لا يمكن لم شاهده مبتسماً، أن يتخيله ينازع الموت من شدة الألم، وأن لا تتشكل لديه صدمة من أناس عاشوا معه في ذات الوطن.

عبدالهادي الرجل الذي عمل بصمت بعيداً عن الظهور الإعلامي، لم يكن نجماً على صفحات الفيس بوك بالرغم من معارفه الواسعة بحكم العمل ونشاطه الدائم والدؤوب، عبد الهادي عوض، عضو المعهد الديمقارطي السوري والمنبر الديمقارطي وحركة النداء، أجمع من يعرفونه على حبه للعمل بصمت بعيداً عن الإعلام، ونشاطه كشاب دؤوب يطمح بسوريا حرة نفتخر بها وتفخر بنا، ويحلم بحياة عادية كأي شاب لا يطمح لنيل المناصب.

حين قرأت الخبر وتأكدت من صحته، شعرت باللغصة وكتبت" من يعرف عبدالهادي عوض يدرك كم يستحق قتلته الموت".

أصدقائه أيضاً لم يصدقوا بدايةً، تسائلوا فيما إذا كان الخبر صحيحاً، وكتبوا عن صديقنا عبدالهادي الكثير وهنا بعضه

" حسب ما تداول الأصدقاء؛ فإن صديقنا عبدالهادي عوض استشهد تحت التعذيب. من يعرف عبد الهادي؛ يدرك مدى إجرام الأيدي التي قتلته. الكلام لايكفي فعلاً." (1)

" رح جمع صوركم كلكم وخبيهم، رح عبي الحيطان فيهم، صرت خاف اخسر حدا ...
ما بدي صدق.. ورحمة روحك الطيبة وراهم وراهم لنوصل لسوريا اللي منحلم فيها.."(2)

" المجد لك والذل والعار لقاتليك وجميع المجرمين العابثين بسوريا وأهلها
ستبقى في ذاكرتنا مثال الشاب السوري الذي تفخر به سوريا !!" (3)

" عبد الهادي عوض ناشط حقوقي سوري مدني ابن الشام ، عمل بصمت طوال السنين الماضيه، ماله من مشهوري وسائل التواصل الاجتماعي ، لانه كان بيعرف بس يشتغل،
عبد الهادي ،،ماعم يطلع معي حكي ما بدي صدق ، الله يرحمك صديقي ونيال تراب الشام فيك" (4)

1/ خلف علي الخلف
2/ شادي أبو كرم
3/ بسام عويل
4/ سامي شكري


اورينت 

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...