الخميس، 16 مارس 2017

أول مكالمة هاتفية مع خالد العمير


لم أتحدث مباشرة مع خالد العمير منذ اتصاله في العام 2009 من سجن الحائر الجنائي، وراح يحدثني عن الانتهاكات التي تحدث هناك، لاحقاً انقطعت أخباره عني بعد أن نقل إلى الحائر السياسي.

اليوم وتقريباً عقب ما يزيد على السبع سنوات، قررت أن أتحدث مباشرة معه بعد أن مضى على خروجه من السجن أشهر، وأخبرته أني آثرت التحدث معه بعد أن يقضي فترة لا بأس بها خارج السجن ويسترخي أكثر، فاستنكر ذلك، وطمأنني بأنه لم يتغير ولم يتعكر مزاجه طوال فترة الاعتقال.

صوته لم يختلف، وحماسه ثابت، وللحظة شعرت أني أتحدث معه من غرفتي في الرياض، متخيلاً إذا ما قمت بفتحت الباب، سأجد أمي تجلس في صالة المنزل وأمامها أبريق الشاي، ثم أعود وأتذكر أنني في مدينة باريس وأن أحداثاً كبيرة مرت وأموراً كثيرة تغيرت.

أسعدني أن الشباب الذين التقوا بي في سجن الحائر، والتقوا بالعمير لاحقاً، أثنوا علي وعلى صبري أثناء مناقشتهم، وأن الكثير منهم يكن لي الاحترام والتقدير رغم العصف الفكري الذي دار بيننا في السجن، وعلمت أن قصتي كانت منتشرة بينهم كشاب سوري" ليبرالي" على حد تعبيرهم، دافع عن صديقه وسجن لهذا السبب، كما قابل العمير أشخاصاً لم يلتقوا بي أبداً ذكر لي أسمائهم، لكنهم قصوا عليه قصتي وما سمعوه عني، وأعادوا ذات المديح الذي سمعوه.

والحقيقة أن صديقي الجميل خالد لا يزال يمتلك ملكة تبسيط الأفكار، أو كما كنت أردد على مسامعه" أنت قادر على جعل الأفكار شعبية في متناول الناس" وتحديداً أثناء نقاشاته مع الإسلاميين، والتي حدثني عن بعضها وكيف جرت بينه وبينهم في السجن، ثم يستدرك قائلا" شكلي مسكت فيك خط" فأجيبه" أكمل، أنا مستمتع".

الجديد في كل ما دار بيننا، هو الوضع السوري ومأساويته الراهنة، والذي أخذ من حديثنا وقتاً لا بأس به، حيث عبر عن استغرابه لما يحدث في سوريا وعلق وهو يواسيني قائلاً" الشخصية السورية من أكثر الشخصيات العربية اتزاناً ووعياً وعنجهية" ولا أخفيكم الأخيرة أعجبتني كثيراً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...