الاثنين، 8 أغسطس 2016

منذر ماخوس: لم يضغط علينا أحد للذهاب إلى المفاوضات.. ونطالب بإخراج كل المقاتلين الأجانب من سوريا



 
جرى هذا الحوار مع الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس في مقر سفارة الائتلاف في باريس في الثالث من آب من العام الجاري 2016

س: ما هي النقاط التي استعصت عندها المفاوضات؟ وما هي شروط الهيئة العليا لاستئنافها؟
من حيث الواقع المفاوضات حتى الآن لم تبدأ، بمعنى لم تبدأ مناقشة الأزمة السورية الحقيقية وهي عملية الانتقال السياسي، حيث تم تعليق المفاوضات في منتصف الجولة الثالثة، بسبب عدم التزام النظام السوري بقرارات مجلس الأمن، خاصة في ما يتعلق بوقف العمليات العدائية والخرق الشامل، أيضاً ما يتعلق بمنع دخول المساعدات الإغاثية للمدن المحاصرة، وعدم إطلاق سراح أي معتقل. لهذه الأسباب تم تعليق المفاوضات وكنا وقتها نناقش الأمور الإطارية والتحضيرية، وفي تلك الجلسة وتحديداً في المحطة الثالثة من بدء الاجتماعات وصلنا إلى النقطة الأساسية وهي تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وعندما أًصبحت هذه النقطة على جدول الأعمال، كان النظام السوري يقوم بشكل مقصود بتعطيل قرارات مجلس الأمن، لكي يدفع المعارضة إلى أن تدير ظهرها للمباحثات، وبالتالي يهرب من عملية الاستحقاق السياسي المطروحة، وهي عملية انتقال سياسي شامل لنظام يختلف جذرياً عن النظام القائم.

س: إذن هل نستطيع القول أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تستأنف المفاوضات ما لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه، وهو إطلاق سراح المعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة؟
نعم لا تزال هذه المطالب قائمة لكن ليس بهذه الميكانيكية، طالما تم تعليق المفاوضات لهذه الأسباب منذ أكثر من ثلاثة أشهر. إن المبعوث الدولي السيد دي ميستورا يعلم جيداً أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تستمر ما لم يتم تحقيق تقدم على الأرض فيما يخص هذه الملفات، حيث لا يوجد تقدم حقيقي بعد ثلاثة أشهر من تعليقاها، وإن كنا مهيئين ومستعدين للاستمرار بعملية التفاوض، فالنظام ما زال يحاصر المدن، ويمنع دخول المساعدات وبشكل مقصود لم يطلق سراح معتقل واحد، ويستمر بالخرق الشامل للهدنة، ولهذا السبب قال السيد دي مستورا أنني لن أرسل دعوات لاستمرار العملية التفاوضية ما لم يكن هناك تقدم على الأرض، والروس والأميركيون يعرفون كلاهما كراعين للعملية السياسية أن الدعوة للمفاوضات بدون وجود بيئة مناسبة لن يكون مجدياً، وخصوصاً تنفيذ قرارات الأمم المتحدة 2254 و 2268 ذات الصلة بهذه الملفات.
الآن لا نشعر بأن هناك تقدم حقيقي وقد زادت الأمور تعقيداً بعد مسألة حلب، التي أصبحت محاصرة هي الأخرى، فإذا كان لدينا حوالي العشرين بلدة محاصرة والتي تحوي ما يزيد عن المليون نسمة، فالأحياء الشرقية من حلب تحوي ما بين 250 ألف إلى 300 ألف شخص، يعتبرون الآن بعداد المحاصرين، إذن هذا سبب إضافي يعرقل استمرار عملية المفاوضات في جنيف.

س: ما هي الضمانات التي قدمت لكم من الدول الحليفة للمعارضة السورية سواء السعودية التي شكلت الوفد أو أميركا وفرنسا أو المنظمات الدولية التي دفعتكم للذهاب للتفاوض، وهل هي ضمانات كافية برأيك؟
أنا أتحفظ على السؤال لأن السعودية لم تشكل الوفد، المبادرة كانت سعودية بالأصل لكن تقف ورائها كل الدول الخليجية والأوربية، ولا أعتقد أنهم دفعونا للذهاب، هناك دعم إقليمي ودولي نعم وهذا ليس سراً، لكن لا يصح القول أن المعارضة دُفعت للذهاب إلى المفاوضات، ليس الأمر بهذه الآلية أو الميكانيكية.
كما أن الضمانات تكون ذات قيمة عندما تكون مكتوبة وموقعة وتحت أطر دولية أو أطر ملزمة، ولم يعطينا أحد ضمان كهذا، لكن هناك وعود بأنه يجب استمرار العملية من وجهة نظرهم، ونحن نريد حل سياسي إذا كان ذلك ممكناً، لكن ليس حل سياسي بأي ثمن، لذلك مرة أخرى ليست هناك ضمانات بمعنى الضمانات.

س: لكن نعلم جميعاً أن نظام الأسد لا يمكن أن يقدم تنازلات أو يتنحى عن الحكم؟
نحن لا نراهن على أن بشار الأسد سوف يتنحى عن الحكم، ولكن كي لا نهتم بأننا نعطل العملية السياسية نحن نذهب لنفاوض، وأكثر من ذلك نحن أعددنا كل ما ينبغي من أجل إنجاح العملية السياسية خاصة فيما يتعلق بإنجاز الوثائق التي تتعلق بآلية سير المرحلة الانتقالية، وثائق تتعلق بشكل سوريا المستقبل وكل ما له علاقة بآليات التنفيذ لإنجاز المرحلة الانتقالية، وقدمنا حتى الآن وثائق مهمة، منها وثيقة المبادئ الأساسية وغيرها حوالي تسع وثائق أخرى حول هذه المسألة، والتي تم تقديمها عبر المفاوضات التي تمت في جنيف وسلمت لدي مستورا ونقلها للطرف الآخر، وآخر عمل مهم جداً وأفضل ما تم إنجازه حتى الآن وثيقة أسمها" الإطار التنفيذي للعميلة السياسية" وبالأصل قام بوضع مسودتها مجموعة من المحامين في القانون الدولي وذوي الخبرة بالدستور، تطرقت لكل ما يتعلق بتنظيم عمل الدولة، وبدورها الهيئة العليا شكلت لجنة لدراستها ومراجعتها، وهي تشكل أفضل إطار حسب وجهة نظري حتى الآن تم إنجازه لوضع تصور شامل لعملية الانتقال السياسي ولشكل سوريا المستقبل. وهذا عمل كبير ويعني بأننا جادون ومستعدون أن نبين للشعب السوري قبل كل شيء والمجتمع الإقليمي والدولي على أننا نملك رؤية واضحة للخروج من هذه الكارثة التي تعيشها سوريا اليوم.

س: وجود أجسام أخرى من المعارضة في المفاوضات هل هو داعم للهيئة العليا للمفاوضات أم أنه لا يصب في صالحها، ولماذا؟
من حيث المبدأ نحن نعتبر أن الهيئة العليا هي الممثل للشعب السوري في أي عملية سياسية، وهذا ليس إدعاء لأن الهيئة نتاج قرار دولي في اجتماع فينا، والذي قرر تشكيلها وطلب من السعودية احتضان الإطار الجديد، وهو يحوي أربع مكونات، تمثل غالبية أطياف المعارضة ولا أقول كلها، وبالتالي هي مبادرة سياسية تتكون من أربع مجموعات كبرى هي الائتلاف وهيئة التنسيق، وطيف واسع من المستقلين، وأيضاً ممثلين عن الفصائل العسكرية. نعم هناك أطياف معارضة أخرى لا ننفي ذلك، هناك منصة القاهرة ومنصة موسكو، أما منصة حميميم فلدينا بخصوصها شبهات لأننا لا نعتبرها معارضة، وهي مصنعة تماماً تم تشكيلها بين النظام والروس، وهناك أيضاً عشرات منظمات المجتمع المدني، وبشكل خاص ممثلي القطاع النسائي. إن السيد دي ميستورا يتعامل مع هذه الأطياف الأخيرة بشكل مستقل على أساس استشاري، ونحن لا نعترض على هذه الصيغة. كما قمنا بمبادرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر للانفتاح على أطياف المعارضة الأخرى، وعلى وجه الخصوص منصة القاهرة ومنصة موسكو، ومنصات المجتمع المدني من أجل فهم أوسع للعملية الانتقالية ومستقبل سوريا، لكن على الصعيد التنظيمي واضح أن المفاوضات تجري بين ممثلين عن النظام وممثلين عن المعارضة الذين تمثلهم اليوم الهيئة العليا للمفاوضات.

س: هل تعتقد أن المجتمع الدولي سيضغط في النهاية على الأسد للتنحي عن السلطة؟
حتى الآن هو لم يضغط، وهذا واضح، وليست هناك مؤشرات على أنه سوف يضغط، الذي يستطيع الضغط على النظام السوري هو روسيا فقط لا غير، لذلك نحن نتفاهم مع الأميركيين وغيرهم من أصدقاء الشعب السوري الذين يجب عليهم أن يضغطوا على الروس لكي يضغط الروس بدورهم على النظام السوري، من أجل الالتزام بالقرارات الدولية وتسهيل عملية الانتقال السياسي. ولا يزال النظام السوري متعنت بتقديم تصوره للحل، ويتكلم عن حكومة وحدة وطنية أو حكومة موسعة، وهي عبارة عن عملية ترقيعية وليست عملية انتقال سياسي. لأن مضمون المشروع الذي يطرحه النظام وحلفائه هو تشكيل حكومة جديدة بإضافة ممثلين للمعارضة وللمستقلين، لكن تحت مظلة النظام وعلى رأسه بشار الأسد، وبالنسبة لنا هذه الصيغة مرفوضة بالمطلق، وليس هناك أي أفق على أن هذا النظام سوف يقبل بمقاربة المعارضة التي تتلخص بعملية انتقال سياسي شامل عبر هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وأن لا يبقى أي دور لبشار الأسد والحكومة الحالية. عندما وصلت المفاوضات لهذه النقطة تحديداً، فعل النظام كل ما يستطيع من أجل إفشال العملية السياسية، والهروب من الاستحقاق السياسي الذي يتمثل بعملية انتقال سياسي شاملة.

س: برأيك، ما هي أولوية الروس في سوريا؟ هل هو تعاون مع الأمريكان، أم مقايضة للمجتمع الدولي بقضايا أخرى، أم دعم لحليف مهم؟
هم يدعمون بالتأكيد حليف لهم، لأن النظام السوري يشكل ورقة بالنسبة للروس ومصالحهم في المنطقة، حيث لم يبقى للروس في المنطقة سوى النظام السوري، لكن المسألة السورية أعقد من ذلك، لأنها أصبحت مدولة بامتياز، ولا يمكن تصور حل للمسألة السورية بمفردها، فهناك ثلة من المسائل الإقليمية والدولية، كقضية أوكرانيا والقرم وهناك قضية العقوبات الاقتصادية وأسعار النفط وهناك مسألة الدرع الصاروخي، هذه القضايا الكبيرة والمهمة والحساسة تشكل كلها حزمة واحدة، وبالتأكيد سوف يتم التعامل بين روسيا والولايات المتحدة على حل هذه المسائل بصفقات بين هذه القضايا المختلفة ومنها القضية السورية، هذا يدعو للاعتقاد أنه ليس هناك ما يبشر بحل عبر الدول الفاعلة سنصل إليه في المرحلة القريبة القادمة.

س: يشير محللون إلى أن الروس أرادوا عبر حصار حلب تغيير قواعد اللعبة السياسية، كيف تجدون محاولة فك الحصار عن المدينة مؤخراً على يد الفصائل المقاتلة؟
نعم بالفعل قضية حلب قضية مركزية، لذلك استمات النظام وحلفائه من أجل إطباق الحصار عليها، ونجحوا إلى حد ما، وهذا ما جعل الفصائل منذ عدة أيام تقوم بعملية معاكسة من أجل فك الحصار. بدون شك الحفاظ على حصار حلب مهم للنظام لأنه يغير قواعد اللعبة بالنسبة لهم ويعطيهم أوراق إضافية خلال العملية السياسية، بما يسمح لهم بابتزاز المعارضة وطلب تنازلات أو القبول بمقاربة النظام، وهذا لن يحدث أياً كانت الأوضاع. بدورهم الثوار حققوا إنجازات لا بأس بها، أول البارحة حرروا مناطق عديدة، والعملية لا تزال قائمة وهم الآن يعدون لمرحلة ثالثة لدحر النظام وفك الحصار وربما تقوية مواقعهم في موازين القوى بمنطقة حلب وفي الشمال بشكل عام بما يغير المعادلة.

س: هناك دعوات من بعض الدول لإقامة هدنة في حلب، برأيك هل ستشهد حلب هدنة في القريب؟
حسب معلوماتي أن أول من دعا لهدنة لمدة 48 ساعة في الأسبوع هي الأمم المتحدة، بعد أن كان النظام قد أوشك على إطباق الحصار على حلب، الأمر الذي سيؤدي لكارثة إنسانية في الأحياء الشرقية، لذلك اقترحت الأمم المتحدة أن تكون هناك هدنة 48 ساعة كل أسبوع للسماح بإدخال المساعدات، لكن لم يتعامل أحد مع هذا الاقتراح الأممي. بالمقابل النظام صرح أنه سيشكل أربعة معابر والروس أضافوا إليها ثلاثة معابر أخرى لخروج المقاتلين الراغبين بتسليم سلاحهم والمدنيين أيضاً، لكن هذه عبارة عن خدعة وعملية ملغومة من أجل تفريغ حلب من سكانها والتغيير الديموغرافي، ونحن مررنا بتجربة سابقة في حمص عندما حاصرها النظام وأقام مصالحات وقال أنه يسمح للمقاتلين بعد تسليم سلاحهم الخروج وللمدنيين أيضاً، والذي حصل أنه قام باعتقال كل من خرج من المدينة سواء كانوا من المدنيين أو من المسلحين، وخضعوا جميعاً للتحقيق على مدى شهور، ومن ثم أفرج عن حوالي 250 شخص فقط والبقية لا زالوا مجهولي المصير ونحن لا نعرف هل هم على قيد الحياة أم لا.

س: ذكرت" التغير الديموغرافي" هل هناك مناطق تعرفها في سوريا سكن فيها غرباء مكان السكان الأصليين؟
نعم في ريف دمشق وفي دمشق نفسها ومناطق أخرى، هناك تجنيس لعدد كبير من المواطنين الإيرانيين ومن جنسيات أفغانية وجنسيات أخرى مختلفة، جاءوا بهم كمقاتلين مرتزقة ويريدون تجنيسهم، وهم من لون طائفي معين يهدف إلى تغيير ديموغرافي في سوريا، حلب قد يحدث بها نفس الشيء إن نجح مشروع النظام بإخراج السكان الأصليين من المدينة، وبالتأكيد سيفعل ما فعله بمناطق أخرى ويدخل مكانهم أناس آخرين ليسوا سوريين.


س: في الجولة الثانية من المفاوضات التي حدثت في جنيف خرج بيان موقع باسم" فصائل الثورة السورية" تتهم فيه دي مستورا بالانحياز للنظام، كما حثتكم تلك الفصائل باتخاذ موقف حازم من المناورات الأممية، كيف تقيمون أداء دي مستورا وهل بالفعل هو منحاز للنظام؟
نحن لم نلمس حتى هذه اللحظة من السيد دي مستورا بأنه منحاز بالمعنى الذي يتم الكلام حوله، هناك كلام كثير من الفصائل وغير الفصائل على أنه منحاز، لكن عبر المفاوضات التي تتم في جنيف هو يسعى أن يكون وسيط حيادي، لأن مهمته تقتضي ذلك، وإذا مال لطرف دون الآخر ستكون هناك مشكلة، وحتى الآن لم يصدر أي تقرير من الهيئة العليا يشير لانحياز دي مستورا للنظام، هو وسيط دولي يحاول أن يدور الزوايا الحادة وقد يبدو أحياناً بنظر البعض منحاز، هناك انطباع ربما لدى الفصائل أو غيرها وهو مشروع، ولا أعترض عليه.

س: لماذا لم ترد في البيانات الصادرة عن مكتب المبعوث الأممي ومراحل تنفيذ الاتفاقيات، إشارة واضحة للمليشيات الشيعية المقاتلة لجانب قوات النظام، وخروجها من الأراضي السورية؟ ألم تطلبوا منهم الإشارة الواضحة لخروج حزب الله مثلا؟
نعم هذا سؤال كبير، ونحن لا نتوقف عن تكرار ذلك للسيد دي مستورا ولكل الأطراف اللاعبة وخاصة الدول الصديقة للشعب السوري وهي تضم أكثر من عشرين دولة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والسعودية وقطر وتركيا والأردن.. الخ، كل هذه الدول نحن نقول لها أنه ليست هناك إشارة إلى دور هذه المليشيات وهي ميليشيات أجنبية، وهم ليسوا سوريين، فحزب الله لبنانيون والمليشيات العراقية والمليشيات الإيرانية حدث ولا حرج وهناك مليشيات تأتي من دول آسيا بما في ذلك الأفغان، وهم مرتزقة بامتياز هؤلاء جاءوا بهم..

س: ( مقاطعاً ) لماذا تتم الإشارة دائماً لتنظيم داعش والنصرة ولا تتم الإشارة لهذه المليشيات؟
من ناحيتنا كهيئة عليا للتفاوض نحن لا نتوقف عن الإشارة إلى هذه المسألة، ونطالب أيضاً أن تكون هناك قرارات بإخراجهم، نعم عندما يتكلمون عن داعش والنصرة نسأل لماذا لا يتم التكلم عن هؤلاء، وهؤلاء كلهم أجانب عملياً وإذا أخذت عددهم ستجدهم أكثر من كل الأجانب الموجدين لدى داعش والنصرة، ونحن نطالب بإخراج كل من هو أجنبي من سوريا.

س: يشير ناشطون بأن لديكم كهيئة عليا للمفاوضات كل ما يدين النظام ويعكس عدم جديته، كقضية المعتقلين واستشهاد الآلاف منهم تحت التعذيب والمناطق المحاصرة، وبأن المنابر الإعلامية مفتوحة أمامكم والمنظمات الحقوقية والقوانين الدولية تقف لصالحكم، فلماذا لم يضعف النظام عبر المفاوضات؟ ولماذا لا نجد رأي عام دولي يقف إلى جانب الثورة السورية؟
الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف، وفي وقته المجلس الوطني وحتى المعارضة غير المنظمة بأطر سياسية، لا تتوقف على الإطلاق عن تناول ذلك بشكل يومي، وليس هناك تقصير بهذه المسألة من وجهة نظري على الإطلاق.
أما لماذا لا يتعاطف المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، فهنا المشكلة، بأنه لماذا لا تزال القضية السورية بدون حل، لماذا هناك قتل مستمر منذ ست سنوات، لأنه كما قلت أصبحت القضية السورية مدولة، وهناك تقاطع مصالح بين دول مختلفة وبالتالي ليس هناك تعامل موضوعي مع الواقع السوري كما هو، هناك حزمة من المشاكل الدولية وبالتالي يتم تناول القضية السورية كأحد هذه العوامل أو العناصر في هذه الحزمة وفق آلية مقايضات أو مساومات بين الدول التي تملك الحل، ونحن لا نملك التأثير على هذه المعادلة.

س: تحدث ناشطون عن تجاوز الهيئة العليا للمفاوضات للائتلاف الوطني كممثل للمعارضة، وذلك عبر إصدار بيانات مستقلة، كالترحيب بفك ارتباط النصرة عن القاعدة، وبأن عمل الهيئة أصبح بعيداً عن وظيفتها الأساسية، كيف تشرح ذلك؟
صحيح أن مهمة الهيئة العليا هو التفاوض، لكنها أصبحت واجهة للمعارضة السورية كما أن الائتلاف كان ولا يزال موجود كإطار سياسي أوضح، وله صيغة تمثيلية باعتراف دولي، بغض النظر عن طبيعة الاعتراف الحالي لأن الصورة لم تعد كما كانت منذ ثلاث أو أربع سنوات. لكن أنا لا أجد أن هناك تناقض بين دور الائتلاف وبين دور الهيئة العليا، فالهيئة العليا ثلثها من الائتلاف، وهي لا تستطيع أن تتجاوز قضايا سياسية مهمة، مثلاً مسألة المساعدات الإنسانية قضية لها علاقة بالمسار التفاوضي، قضية المعتقلين لها علاقة أيضاً، وقف إطلاق النار أيضاً ذو صلة مباشرة باستمرار العملية التفاوضية. وقد صدر بيان فعلاً باسم الهيئة العليا يرحب بتغيير جبهة النصرة لاسمها، فالهيئة العليا والمعارضة ترحب بفك الارتباط مع القاعدة، لأن القاعدة مصنفة في كل دول العالم كمنظمة إرهابية، وإذا كانت النصرة تفك ارتباطها الشامل وليس فقط الشكلي بالاسم وإنما ارتباطها التنظيمي لنقل وخاصة الآيدلوجي، وتقبل بمشروع الشعب السوري ببناء دولة مدنية تعددية كدولة قانون ومواطنة، وتحترم خيار الشعب السوري، فنحن نرحب بالمنظمات التي تكون قيمة مضافة من أجل التصدي للنظام السوري، لكن بشرط أن تكون في إطار المشروع الوطني السوري، وأن تقبل بالحفاظ على هيكل الدولة السورية عبر إعادة صياغة الأمن والجيش.

س: السؤال الأخير في خطابه أمام مجلس الشعب قال بشار الأسد بأن وظيفتكم كهيئة عليا للتفاوض هي الأكل والشرب والنوم، بماذا ترد عليه؟
أنا لا أريد أن أرد لأنه لا يستحق الرد، أنا لا أدعي أن المعارضة مثالية وتقوم بواجباتها على ما يرام، لكن هذا التقزيم لدور المعارضة واختزالها بالأكل والشرب والنوم لا يستحق التعليق، وأتساءل ماذا قدم للشعب السوري هو ونظامه الذي دمر سوريا. 


الحوار المتمدن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...