الجمعة، 3 أبريل 2015

المنسحبون من "روزنة" لـ"المدن":النظام السوري والخِفّة المهنية اخترقا الإذاعة




لم تتوقف الصعوبات الداخلية المرتبطة بالكادر الوظيفي عن مواجهة راديو "روزنة" منذ انطلاقته في العاصمة الفرنسية في 26 يونيو/حزيران 2013. فبعد أسابيع من الظهور العلني، بدأ العاملون بالانسحاب، حتى أن الطاقم الذي درّبه في باريس، مديرالقسم العربي لقناة "يورونيوز"، رياض معسعس، لم يبقَ منه سوى صحافية واحدة، من أصل ثمانية صحافيين.

قبل ذلك التاريخ، بما يزيد على العام، حضرت فكرة الراديو في ذهن شباب متطوع، وهُم: الإعلامية مها سبلاني، والكاتب حسام الدين محمد، إضافة الى الصحافية أنمار حجازي والصحافي عمر الأسعد، الذين عملوا مع العديد من المنظمات مثل "مراسلون بلا حدود"، و"معهد صحافة الحرب والسلام"، و"الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"قناة فرنسا الدولية" وغيرها.. بدأوا بتنظيم اجتماعات دورية، لتأسيس مؤسسة تعمل على تطوير العمل الإعلامي السوري، وتتضمن راديو يعبّر عن مأساة السوريين وقصصهم في ظل الثورة.

تطور العمل لاحقاً، وتشابكت الخيوط حتى انضمت منظمة "دعم الإعلام الدولي" الدنماركية لفريق المانحين، مصطحبة معها المديرة الحالية للراديو، الإعلامية لينا الشواف، كمستشارة، والتي ما لبثت أن أصبحت مديرة المشروع الذي انحصر في راديو يتخذ من باريس مقراً له.

القائمون على الفكرة انسحبوا بشكل تدريجي قبل انطلاق الراديو، أما الصحافية حجازي فكانت آخرهم، وتقول لـ"المدن": "منذ البداية كنت رافضة لجعل الشواف مديرة للراديو لأنها قادمة من راديو آرابيسك المخصص للأغاني والبعيد من العمل الصحافي"، وتضيف: "الإدارة الجديدة لا تحقق الأهداف التي عملنا على تأسيسها وأخذنا التمويل على أساسها".

الخلافات الداخلية في "روزنة" عادت الى الظهور من جديد. هذه المرة تكللت بانسحاب جماعي من العمل، تم الإعلان عنه في بيان نشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وأُرسل إلى العديد من المنظمات. البيان اختُصر في نقطتين: الأولى، أن المؤسسة انحرفت عن مسارها بنشر مقالات تمسّ الذات الإلهية وتحرّف القرآن ولا ترتبط بالشأن السوري أو معاناته، في إشارة إلى ما نشر على الموقع من مقالات للكاتبة عفراء جلبي، ومقال بعنوان "بسم الله الرحمنة الرحيمة"، وطالبت به الكاتبة بتأنيث الله، علماً أن جلبي سبق لها أن ألقت خطبة العيد في تورنتو-كندا وأمَّت المصلّين.

أما النقطة الثانية التي حملها البيان، فهي وجود صحافيين يعملون في "روزنة"، وفي الوقت ذاته يعملون لدى وسائل إعلام تدعم النظام السوري، وبأن أحدهم تمت دعوته لحضور ورشة تدريبية من دون الأخذ بالاعتبار سلامة وأمن الصحافيين المعارضين للنظام، خصوصاً أن بعضهم ينشرون تقاريرهم بأسماء مستعارة.

واحتوى البيان على عبارة باللهجة الدارجة وجّهت للصحافيين العاملين في الراديو: "اللي ما بدو في 100 مؤسسة إعلامية ثانية تمثلكم، وثورجية وما أحلاها".. وذلك بعدما حاول البعض منهم تصحيح مسار الراديو، حسبما جاء في بيان المستقيلين.

مديرة "روزنة"، لينا الشواف، لم تعلّق على الانسحاب الجماعي الأخير، وتؤكد لـ"المدن": "لا أريد الدخول في المهاترات والتعقيب عليها.. هم لن يقتنعوا ونحن لم نقتنع، فلماذا نتعب أنفسنا؟"، مشيرة الى أن معظم المنسحبين "ليسوا موظفين في الاذاعة، لأن أربعة منهم فري لانس".

لكن اعتراض الصحافيين، ينطلق من وجهة نظر مغايرة. يقول الصحافي باسل حسن، أحد الموقّعين على بيان الاستقالة الجماعية من "روزنة" لـ"المدن": "الاعتراض على مقالة عفراء لا يخص حرية الرأي والتعبير، إنما فائدة هذا المقال وعلاقته بالشأن السوري، والأهم من ذلك كله سلامتنا في الداخل.. إضافة الى أن المقال نُشر في موقع روزنة مع تعليق (قراءة ممتعة)، وهذا استفزاز صريح". ويضيف: "قمت مع 15 مراسلاً بالاحتجاج، وضربت الإدارة مطلبنا بعرض الحائط.. وكأن الراديو عبارة عن ملكية خاصة وليست فريق عمل متكامل".

وعن قضية مراسلين يعملون لدى وسائل إعلام مؤيدة للنظام السوري، وانضموا إلى "روزنة"، يقول حسن: "هناك صحافي يعمل مع إذاعة "شام إف أم" المؤيدة للنظام.. وهناك صحافي يعمل في راديو آرابيسك، حضر احدى ورشات العمل التي أعدها الراديو، كمدرّب". 


المدن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...