الأربعاء، 21 يناير 2015

انتعاشات العالم العربي صورة مغايرة من باريس




تحت عنوان انتعاشات العالم العربي افتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قبل اسبوع في معهد العالم العربي بباريس أعمال المؤتمر الذي استمر ليومين، وأكد هولاند خلال كلمته الافتتاحية أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب قبل غيرهم، وعن أسباب التطرف أشار قائلاً" المتطرفون يتغذون من كل النزاعات والقضايا التي لم تتم تسويتها حتى الآن".


بالإضافة لذلك كان هناك كلمتين لكل من لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا، وجاك لانغ رئيس معهد العالم العربي؛ اللافت أن كلمة هولاند والتي عبر فيها عن أسباب سياسية واقتصادية تغذي التطرف حضيت بإشادة الحضور في أحاديثهم الجانبية، لكن البعض رأى أنها جاءت متأخرة.



المؤتمر والذي يسلط الضوء على النقاط الإيجابية في العالم العربي ويسعى لإظهار صورة مختلفة عن تلك الصورة النمطية، تم التحضير له قبل الاعتداء الذي شهدته باريس على مقر جريدة شارلي ايبدو وآخر على متجر لليهود، وباستثناء عبارات الشجب والاستنكار للأحداث التي طرأت على كلمات الضيوف، وكتابة" كلنا شارلي" باللون الأحمر العريض باللغتين العربية والفرنسية على واجهة المعهد، لم يشهد المؤتمر أي تغيرات في أجنتده المزمعة.

أعمال المؤتمر تطرقت للعديد من المواضيع الإيجابية في العالم العربي والتي شهدت نجاحاً في تلك الحاضنة، تتنوع المواضيع بين التعليم والأعمال والطاقة والثقافة وحقوق المرأة، وتشكل بمجملها أفكاراً مبتكرة وجديدة أفسحت المجال للقائمين عليها للتحدث عنها والصعوبات التي واجهتهم أثناء العمل على أرض الواقع لتحقيقها ومن ثم تحويلها من أفكار إلى مشاريع عامة، ولاحقاً كيف تمت إدارتها لضمان استمرارها.

الأفكار التي جاءت من كافة أنحاء العالم العربي، لم تتوزع مواضيعها بشكل متكافئ، فكان النصيب الأكبر للأعمال والطاقة لدول الخليج والتجارب الرائدة التي عاشتها، أما عن الحياة الإجتماعية هناك فالصورة ظهرت بشكل مغاير، فعلى الرغم من قلة التجارب المجتمعية والثقافية في الخليج مقارنة ببقية البلدان العربية، إلا أن قضايا اجتماعية كحقوق المرأة كانت ممثلة بحضور الحقوقية والناشطة السعودية منال الشريف، والتي تعرضت للإعتقال أكثر من مرة على أثر قيادتها لسيارتها في السعودية، بالإضافة لإطلاق حملة تطوعية تهدف لتدريب النساء على قيادة السيارة، وذلك تفادياً لحالات طوارئ قد تحدث، قبل أن تعتقلها الشرطة الدينية" هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وتوقف مشروعها، المشروع الذي كان يسعى لإيجاد مبررات قيامه قبل أي شيء آخر؛ بالإضافة لذلك عرفت الشريف كمدافعة عن الخادمات الأجنبيات بالسعودية، وقيادتها لحملة من أجل إطلاق سراح النساء اللاتي سجن بسبب مبالغ زهيدة لم يستطعن سدادها.

سوريا والتي تشهد إضطرابات منذ أربع سنوات، حضرت عبر شخصيات مستقلة تحدثت عن تجاربها، المديرة التنفيذية لمباردة الإصلاح العربي بسمة قضماني كانت مشاركة كمتحدثة عن المبادرة التي تأسست في العام 2005 والتي تجمع شراكة أكثر من عشرين مركز فكري وبحثي من مختلف أنحاء العالم العربي وأوروبا وأميركا.
أما الحديث المباشر عن الأزمة السورية جاء على لسان الدكتورة رولا هالام رئيسة فريق المنظمة غير الحكومية" يداً بيد لأجل سوريا"، حيث سلطت الضوء على الجانب الطبي والعمل على سد النقص في ظل الأحداث التي تشهدها سوريا.

أيضاً شهد المؤتمر حضور للعديد من الشخصيات العربية الأخرى والتي تحدثت عن قضايا تشغل بلدانها؛ حضرت الأستاذة نجوى الشريف من المركز القومي للبحوث، والفنان عمار أبو بكر أستاذ مساعد في الفنون الجميلة، والسيدة عائشة الشنا من مؤسسة التضامن النسائي، وزهرة بالخضر أستاذة في جامعة المنار، وهي أسماء جاءت من مصر وتونس والمغرب وغيرها من الدول العربية؛ وبالإضافة للتجارب العربية حضرت أيضاً تجارب فرنسية تنوع محتواها بين العمل المدني والإعلامي.

خبير الشؤون الإنسانية في العالم العربي د.جمال مصراوي تحدث قائلاً" وجود العديد من رجال وسيدات الأعمال العرب للتحدث عن تجاربهم الناجحة في العالم العربي وخاصة الشباب الذين ينخرطون في اجراءات متنوعة أعطى صورة إيجابية عن العالم العربي بالإضافة للتأكيد على المجتمع المدني كأهم دعائم السلم الأهلي والتعايش المشترك".


الصحفي أحمد صلال رأى أيضاً" أن الندوة الأخيرة تأتي في سياق رصد التطورات التي شهدها الوطن العربي وبأنها وثيقة تلامس الواقع الحي خاصة أن أبرز المشاركين ينتمون لمراكز أبحاث تعتمد على وقائع علمية رغم القصور لأنها لا تستطيع أن تلم بكل مفاصل التحولات والقضايا".


الحوار المتمدن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زوجات البغدادي على قناة العربية.. بتوقيت غزة!

  نشرت قناة العربية مقابلة مع زوجتي أبو بكر البغدادي وابنته، اللاتي حالفهن الحظ بأن لا يكن معه عندما قتل. كما أعادت مقابلة زوجة البغدادي الأ...